نسور قرطاج يسعون لتخطي عقبة نيجيريا

يعيش المنتخب التونسي الملقب بـ"نسور قرطاج" لحظات من الترقب والقلق تفصله عن مباراته الحاسمة والمصيرية القادمة أمام مضيفه المنتخب النيجيري القوي في إطار الجولة الرابعة من المجموعة الثانية ضمن الدور النهائي من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي ستستضيفها جنوب أفريقيا منتصف العام القادم.

وليست مبالغة إذا قلنا أن اللقاء القادم بين نيجيريا وتونس والذي سيقام يوم السادس من أيلول /سبتمبر القادم هو لقاء التأهل وهو الأهم في مسيرة المنتخب التونسي في التصفيات، حيث أنه أمام أقوى وأصعب منتخبات المجموعة الثانية، وكان المنتخبان قد التقيا في المرحلة الثالثة من التصفيات في تونس وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي بدون أهداف وهو ما سيصعّب من مهمة المنتخب التونسي، فعلى الرغم من أنه يتصدر المجموعة الثانية بسبع نقاط وبفارق نقطتين عن المنتخب النيجيري إلا أن أي هزيمة له في نيجيريا ستعقد مسيرته في التصفيات وستجعله مبتعداً عن صدارة المجموعة بفارق نقطة عن المنتخب النيجيري الذي سيتصدر وقتها برصيد ثمان نقاط، لذلك فيجب على لاعبي المنتخب التونسي العمل على الخروج بنتيجة إيجابية في نيجيريا (التعادل على أقل تقدير) ليحفظ لهم ذلك صدارة المجموعة الثانية.

بداية صعبة

وكانت بداية المنتخب التونسي في التصفيات بالغة الصعوبة عندما خسر على أرضه في افتتاح مبارياته في المرحلة الثانية من التصفيات أمام بوركينا فاسو (1-2)، ولكنه عاد واستعاد توازنه بشكل كامل بعد أن حقق الفوز خارج ملعبه على سيشل (0-2)، ثم خارج ملعبه أيضاً على بوروندي (0-1)، ثم كرر التونسيون الفوز على بوروندي في تونس (2-1) ثم تعادلوا خارج ملعبهم مع بوركينا فاسو القوة الجديدة الصاعدة في عالم كرة القدم الأفريقية (0-0)، قبل أن يختتم نسور قرطاج مسيرتهم في الدور الثاني بالفوز على سيشل (5-0).

وصعدت التونسيون إلى الدور النهائي من التصفيات بعد أن حصلوا على المركز الثاني في المجموعة التاسعة برصيد 13 نقطة.

وفي الدور النهائي من التصفيات افتتح المنتخب التونسي مسيرته بفوز بالغ الأهمية على كينيا في نيروبي (1-2)، وعزز هذا الفوز بفوزٍ آخر على موزمبيق في تونس بهدفين دون رد، ثم اختتم مبارياته بالتعادل على ملعبه ووسط جمهوره مع المنتخب النيجيري بدون أهداف.

مرحلة تجديد الدماء

ويجب أن نشير إلى أن المنتخب التونسي يمر حالياً بمرحلة إحلال وتجديد، فمعظم اللاعبين اللذين مثلوا تونس في كأس العالم الماضية التي أقيمت في ألمانيا عام 2006، رحلوا عن الفريق إما لتقدم العمر مثل الحارس علي بو منيجل أو لتراجع المستوى أو للإصابات المتكررة مثل ياسين الشيخاوي، وأصبح المنتخب التونسي حالياً يضم عدداً من اللاعبين الصاعدين وصغار السن.

والأمانة تقضي أن نذكر أن المدرب البرتغالي الكبير هومبيرتو كويلهو يسير بنجاح كبير في خطين متوازيين، فمن جهة يقوم بتجديد دماء الفريق وخفض متوسط عمر اللاعبين المنضمين إلى كتيبة النسور، ومن جهة أخرى ينافس ويصارع بقوة من أجل الظفر ببطاقة التأهل إلى المونديال.

وإذا نظرنا للتشكيلة الأخيرة للمنتخب التونسي التي لعبت مباراة نيجيريا الأخيرة نجد أنها ضمت الحارس حمدي القصراوي حارس لنس الفرنسي (26 عاماً)، أما في الدفاع فشارك كل من خالد السويسي مدافع الأفريقي (24 عاماً)، وعمار الجمل مدافع النجم الساحلي (22 عاماً) ولاعب وسط سلافيا براغ التشيكي حسين الراقد ( 26 عاماً ) والمهاجم الصاعد سامي العلاقي لاعب غورتر فورث الألماني (23 عاماً)، والصاعد الواعد أسامة الدراجي لاعب وسط الترجي والبالغ من العمر 22 عاماً.

وكما شاهدنا فإن متوسط أعمار المنتخب التونسي لا يتعدى 25 عاما وهو متوسط صغير جداً ينبئ عن أن هذه التشكيلة من الممكن أن تمثل تونس لسنوات طويلة قادمة شريطة أن تلقى الدعم اللازم على الصعيدين الرسمي والجماهيري.

تونس وكأس العالم

ويمتلك المنتخب التونسي خبرة كبيرة على المستوى العالمي حيث شارك في أربع بطولات كأس عالم سابقة، كما أنه يعتبر ضيف دائم على المونديال العالمي، كما أنه يعتبر ضيف دائم على المونديال العالمي، إذ شارك في آخر ثلاث بطولات على التوالي ( مونديال فرنسا 1998، مونديال كوريا واليابان 2002، مونديال ألمانيا 2006).

والمنتخب التونسي هو ثاني منتخب عربي يشارك في المونديال حيث شارك في مونديال الأرجنتين عام 1978، وكان أول منتخب عربي شارك في البطولة هو منتخب مصر الذي شارك في كأس العالم في إيطاليا عام 1934.

وسجل التاريخ أن تونس هي أول دولة عربية وأفريقية تحقق الفوز في مباراة ضمن نهائيات كأس العالم وذلك في مونديال 1978 عندما فاز المنتخب التونسي على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة التاريخية التي أقيمت في الثاني من حزيران / يونيو في مدينة روزاريو الأرجنتينية.

والمثير أن هذا الفوز هو الأول والأخير لتونس في نهائيات كأس العالم ففي مونديال عام 1998 افتتح المنتخب التونسي لقاءات بالهزيمة من إنكلترا (0-2) ثم خسر من كولومبيا (0-1)، ثم تعادل التونسيون في آخر مبارياتهم مع رومانيا (1-1)، وفي مونديال 2002 الآسيوي، خسر نسور قرطاج أول مبارياتهم أمام روسيا (0-2)، وأدوا أفضل مبارياتهم أمام بلجيكا والتي انتهى بالتعادل (1-1)، إلا أنهم عادوا وخسروا في آخر مبارياتهم أمام اليابان (0-2).

أما آخر بطولة كأس عالم شارك فيها المنتخب التونسي فكانت مونديال 2006 السابق، وافتتح المنتخب التونسي مبارياته بتعادل مثير مع السعودية (2-2)، ثم خسارة دراماتيكية أمام إسبانيا (1-3)، في مباراة ظل التونسيون متقدمون فيها حتى الدقيقة 71.

واختتم المنتخب التونسي مبارياته بالهزيمة أمام أوكرانيا (0-1).

إحصاءات هامة

• خاض المنتخب التونسي تسع مباريات في التصفيات فاز في ست مباريات وتعادل مباراتين وخسر مباراة واحدة.

• سجل المنتخب التونسي خلال مبارياته 15 هدفاً ودخل مرماه أربعة أهداف.

• متوسط تسجيل المنتخب التونسي في مباريات التصفيات 1.67.

• حصل لاعبو المنتخب التونسي على 16 بطاقة صفراء ولم تخرج البطاقة الحمراء لأي لاعب تونسي حتى الآن.

• هداف المنتخب التونسي في التصفيات هو اللاعب عصام جمعه برصيد ثلاثة أهداف.

• أكثر لاعب تونسي شارك في التصفيات هو لاعب الوسط تيغاني بلعيد والذي يلعب ضمن صفوف سلافيا براغ التشيكي، وشارك في 511 دقيقة (ثمان مباريات).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

شكرا