ساكنة الأطلس تسأل

ساكنة الأطلس تسأل



هل سيتغير أداء المنتخب الوطني؟

هو سؤال اللحظة الذي وجهه إلي القارئ زهير حسني بإسم ساكنة الأطلس المتوسط، وسؤال نابع من عثرة البداية والإيمان بالتغيير كل مرة في كل مباراة أضاع فيها المغرب نقط الحلم لتصبح اليوم نقطا مبحوثا عنها طلبا للخير والتأهيل·

والسؤال الجوهري نابع من قناعة ساكنة الأطلس مثل ساكنة كل الجهات بالمغرب الحبيب، هو أن منتخب المغرب لا يقنع بأدائه ومردوده وحسه ونتائجه وحتى إن حصل على الفوز، فالأداء والطريقة غالبا ما لا ترضي أحدا··

وما أعرفه جيدا أن أداء المنتخب المغربي يسوء لعوامل فنية ونفسية تميل أكثر إلى فقدان الثقة بالنفس والعضوية، وأخرى بشرية وتوظيفية لكثير من الإكراهات، وأخرى لاختيارات المدرب ونهجه وإرادته في صنع النتائج·· والمنتخب المغربي في نظري فقد توازنه وبريقه وحسه الإحترافي بعد إنجاز وصوله لنهائي كأس إفريقيا بتونس 2004 وتراجعه بنسبة مائوية عالية في الكأسين الإفريقيين (مصر وغانا)، لدرجة الخروج المذل من الدور الأول، وقس عليه الآن مرحلة الإنحدار المريب حتى أصبح صعبا حجز بطاقة التأهل لكأس إفريقيا بأنغولا··

وما أعرفه في المنحنى الإستراتيجي لأي فريق أن شلل الفريق الوطني يكمن في خط دفاعه الضعيف كجزء لا يتجزء من استراتيجية الحروب والمعارك·· وشلل هذا الخط أصلا يقزم نفسيا عضوية خطي الوسط والهجوم ويربكهما معنويا في حال الخسارة مثلما حدث أمام الغابون، ومثلما أقلقنا تدريجيا في كل المباريات الشائكة، إذ لا يعقل أن تنعدم الثقة في الدفاع أصلا كجزء يحمي الأرض والمكان والعرين وهو فاقد لهذا الشيء قبل أن ينساب خطه الوسطي والهجومي لإعادة التعادل والرقم الإيجابي إلى نصابه، كما لا يعقل أن يظل الدفاع لمدة طويلة قاربت أربع سنوات سليل عناصر لم تعد قادرة على العطاء بقدر ما هي تبعث على الخوف والرهبة والخسارة، كما لا يعقل أيضا أن يلهث الوسط والهجوم وحديهما لتأكيد المعادلات الصعبة·· وأعتقد شخصيا أنني كلاعب مارست الكرة أشعر بفقدان الثقة كرجل وسط أو هجوم ما دام دفاعنا يتلقى الضربات بدون حماية ولا تغيير بشري عله يكون بداية خير لوجوه أخرى تمنع مشاكل الأمس واليوم، كما أشعر بأنني أبذل جهدا خارقا لصناعة الأهداف، بينما أنا أتلقى الضربات العنيفة والأهداف النفسية المريبة لبذل جهد إضافي، وهذا هو في نظري سوء تقدير المنتخب وقراءة المنتخب لكل أوراقه من لدن مدربين مروا دون اجتهاد فعلي لتصحيح مسار الدفاع كجزء هام من القدرات النفسية للخطوط الأخرى·

وبقدر ما اجتهد في اختيار جيش عرمرم من الأسماء الإحترافية، بقدر ما أساءت البطولة الوطنية لتفريخ نجوم قوية في المواقع الفارغة وأبرزها الدفاع·· وبقدر ما اجتهد أيضا في استجلاب الوجوه، بقدر ما لم يقرأ المدربون سيرة وتنافسية كل اللاعبين لقياس قدراتهم الفنية بأنديتهم لتنسجم بنفس القدرة داخل المنتخب، علما أن حجي أضاع الكثير من مقوماته، ولا يمكن في نظري أن يلعب لقاء كاملا، وفقد سفري الكثير من توهجه لدرجة يتأكد قرب اعتزاله·· ونزل مستوى الدفاع برمته مع رجل أومن بصلاحيته فقط هو المهدي بنعطية وميكاييل بصير، وهذه المعطيات إلى جانب سلبية اختيارات المدربين أساءت إلى الأداء والنتائج ، وأضحى خلالها خلالها منتخب المغرب بلا روح حتى في صنع النتائج خارج الأرض رغم أنه اختمر بالتجربة الدولية لخمس سنوات ما بعد 2004، ما يعني أنهم مؤهلون لصنع الألقاب لا للتنازل والإستسلام، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، لأن إنجاز 2004 كان من صنع الإنضباط والثقة بالنفس وحافز النصر في أي مكان من خريطة إفريقية، وهو أيضا لم يحدث على الإطلاق يومها إلى اليوم، وكما قلت سابقا العيب ليس في منتخب المغرب، بل فيمن يحيطون ويسيئون بالمنتخب، فيمن يختارون وجوها لا صلاحية لها، فيمن لا يجتهدون بالأندية الوطنية ليكونوا خلفا للمعتزلين، ولا يمكن أن يتغير أداء المنتخب ما دام حال الدفاع على وجوهه، ولن نتأهل بهذا الدفاع لأنه لو حدث ذلك ستزداد المصائب العظمى وربما يعتزل كل المحترفين لوجود إعاقة لم تشف نهائيا·

ما آمله هو أن يستقيل الفريق من كل شيء، ولا نريد حلا ترقيعيا، بقدر ما نريد تغييرا جذريا لأبرز الأسماء في الدفاع لتكون الحزام الواقي والنفسي للخطوط الأمامية، وقتها يمكن أن نقول أن الأداء سيتغير·

مشكورة