سحر مباراة الافتتاح
صفحة 1 من اصل 1
سحر مباراة الافتتاح
تتميز المباراة الافتتاحية للمونديال بسحر خاص جدا، فبعدما انتظر عالم الساحرة المستديرة هذا اليوم المشهود طيلة أربع سنوات، ستقام مساء اليوم موقعة تاريخية بين جنوب أفريقيا والمكسيك إعلانا عن بدء أعظم البطولات الكروية.
العالم يتابع البطولة""
بإعلان الحكم انطلاق المباراة الافتتاحية سيحظى اللاعبون بفرصة للتنفيس عن الضغط الذي أثقل كاهلهم لسنوات عدة وإظهار مهاراتهم ومؤهلاتهم الكروية لإسعاد الجماهير
المجنونة بحب كرة القدم والتي احترقت شوقا لانطلاق هذا العرس الكروي الرائع. وأوضح المهاجم المكسيكي كارلوس فيلا في حوار مع أحد مواقع قائلا: "سيكون أمرا رائعا لأن العالم كله سيشاهد المباراة".
وبغض النظر عن كون المباراة الافتتاحية ستدشن شهرا كاملا من المنافسات المليئة بالمتعة والبهجة وبفرجة كروية عالية الجودة، فقد شهدت في العديد من المرات مفاجآت مدوية خالفت توقعات خبراء الكرة في العالم.
مفاجآت أفريقية كبرى
سبق لمنتخبين أفريقيين أن خالفا كل التكهنات عندما فازا وسط دهشة كل المتتبعين عند بداية المونديال. وكلنا نتذكر انتصار الكاميرون المفاجئ على الأرجنتين بطلة العالم في مستهل بطولة 1990، حيث لم تكن الأسود غير المروضة مرشحة للفوز بل كان انتصار زملاء الساحر الأرجنتيني مارادونا أمرا أكيدا لا جدال فيه. وبعدما عجز الفريقان في الشوط الأول عن التهديف، سجل المهاجم فرانسوا أومامبييك الهدف الوحيد في المباراة ليقود منتخب بلاده إلى فوز تاريخي، وذلك بالرغم من استكمال هذا الفريق الأفريقي المباراة بتسعة لاعبين فقط.
وفي دورة إنجلترا 1966، قص أصحاب الأرض وأوروجواي شريط البطولة بتعادل سلبي، حيث شكلت تلك الموقعة أول مباراة افتتاحية يكون أحد طرفيها الفريق الذي سيتربع على العرش العالمي في نهاية المطاف، إذ نجح منتخب الأسود الثلاثة في التقدم بثبات إلى النهائي والتتويج باللقب الذهبي. ولم يتمكن بعد ذلك أي من المنتخبات التي شاركت في لقاء الافتتاح من مواصلة المشوار بنجاح واعتلاء منصة التتويج في يوم العرس الختامي، حيث انهزمت الأرجنتين في نهائي 1990 أمام ألمانيا بهدف مقابل لا شيء، بينما سقطت
البرازيل أمام فرنسا بثلاثة أهداف دون رد.
المباراة الافتتاحية الأولى في عام 1966
وقبل عام 1966، أجريت عدة مباريات في بداية المونديال في آن واحد، حتى أن جميع مواجهات الدور الأول في بطولة إيطاليا 1934 انطلقت في نفس الوقت. وشهدت دورة فرنسا 1938 إقامة اللقاء الذي جمع ألمانيا بسويسرا، بشكل استثنائي، فيوقت مخالف للمباريات الأخرى حيث تعادل الفريقان، فتمت إعادة المباراة لينتصر السويسريون بنتيجة 2:4. غير أن هذه المباراة لم تكن لقاء افتتاحيا حقيقيا.
ولم تكن المواجهات الأربع الأولى مبهجة لعشاق الساحرة المستديرة، إذ فشل منتخبا المكسيك والاتحاد السوفييتي خلال مونديال 1970 في تسجيل الأهداف، ولم يستطع منتخب البرازيل هز الشباك في مواجهته لنظيره اليوغوسلافي عام 1974 بمدينة فرانكفورت. كما عجز منتخبا ألمانيا وبولندا عن بلوغ المرمى في افتتاح مونديال 1978 الذي أقيم بالأرجنتين.
هدف أول بعد 422 دقيقة
وحقق اللاعب البلجيكي إرفين فاندربيرج في 13 يونيو/حزيران 1982 إنجازا من نوع خاص عندما سجل أول هدف في تاريخ المباريات الافتتاحية في مستهل نهائيات كأس العالم
أسبانيا 1982. وبعدما عجز المنتخب الأرجنتيني عن تعديل النتيجة، كان الفوز من نصيب الشياطين الحمر بهدف وحيد مقابل لا شيء.
وبدورها، انتهت أول مباراة في مونديال المكسيك 1986 بالتعادل، لكنه كان إيجابيا هذه المرة إذ سجل أليساندرو ألتوبيلي (43) الهدف الأول للمنتخب الإيطالي، وقبل انتهاء المباراة بخمس دقائق تمكن ناسكو سيركوف من تعديل الكفة لصالح البلغاريين، الذين احتفلوا بهذا التعادل كما لو كان نصرا مبينا. ومنذ مونديال 1990 باتت المباراة الافتتاحية تتسم بسحر
خاص جدا لاسيما بعد البداية المفاجئة للمنتخب الكاميروني ومشواره الرائع في البطولة، حيث وصل إلى الدور ربع النهائي لينهزم في مباراة مثيرة أمام
الفريق الإنجليزي بنتيجة 2:3 بعد التمديد.
أول فوز لحامل اللقب
واستطاعت الماكينة الألمانية تفادي الهزيمة في اللقاء الافتتاحي لبطولة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، فبعد شوط كامل خال من الأهداف أمام بوليفيا نفذ القلق إلى صفوف لاعبي المانشافت ومشجعيهم، إلى أن تمكن يورجن كلينسمان من هز الشباك البوليفية بعد تمريرة طويلة من توماس هاسلر، ضامنا بذلك فوزا غاليا لمنتخب بلاده. وأصبح الألمان بفضل هذا الانتصار أول حامل لقب يفوز فيالمباراة الافتتاحية، لكنه لم يوفق في مسيرته للدفاع عن لقبه بعد انهزامه أمام بلغاريا في دور الثمانية بنتيجة 2:1.
وكان الحظ إلى جانب المنتخب البرازيلي عندما تغلب على اسكتلندا بنتيجة 1:2 في المباراة الافتتاحية لبطولة 1998، وقد تقدم السيليساو بفضل هدف سيزار سامبايو (4) ثم عدل النتيجة بعد ذلك اللاعب جون كولينس (38) من نقطة الجزاء، لكن المنتخب الاسكتلندي انهزم في نهاية الأمر بسبب هدف توم بويد ضد مرماه (73.). وبلغت كتيبة الداهية البرازيلي ماريو زاغالو النهائي، فواجهت المنتخب الفرنسي مستضيف البطولة في ملعب سانت دوني حيث انتهت المباراة بفوز صريح للديوك بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
فأل خير
تعد بداية مونديال كوريا الجنوبية واليابان فألاً حسناً لمنتخب جنوب أفريقيا المستضيف الحالي للعرس العالمي، إذ أصبح منتخب السينغال ثاني فريق أفريقي يفوز في المباراة
الافتتاحية، بعد انتصاره المثير على الديوك بفضل الهدف الوحيد للاعب لانس الفرنسي بابا بوبا ديوب. وعلى غرار الكاميرون، توقفت المغامرة السينغالية عند دور الثمانية حيث خسر ممثل أفريقيا أمام تركيا بعد الاحتكام للشوطين الإضافيين.
وشهدت نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 بداية كان عنوانها الأبرز الفرجة والاستمتاع. وقد خاضت ألمانيا مرة أخرى، بعد بطولة1970، مباراة الافتتاح بصفتها البلد المستضيف، فكانت هذه المواجهة تمهيدالمنافسات غلب عليها الجو الجميل والبهجة العارمة إضافة إلى عروض كروية عالية المستوى. وتقدمت كتيبة المانشافت في النتيجة، بعد ست دقائق من بداية
المباراة، بفضل تسديدة متقنة لفيليب لام، غير أن المهاجم الكوستاريكي باولو وانشوب (12) تمكن من تعديل النتيجة. ورفع الألمان بعد ذلك من إيقاع اللعب ليتمكن ميروسلاف كلوزه من تسجيل هدفين (17 و61)، ثم قلص وانشوب (73) النتيجة، وسجل بعدها توستن فرينجز الهدف الرابع لصالح أصحاب الأرض (87) وسط فرحة كبيرة للجماهير الألمانية التي ملأت جنبات ملعب ميونيخ واحتفلت كما يجب بفوز فريقها بنتيجة 2:4، وبالتالي أصبح المنتخب الألماني حامل الرقم القياسي في عدد الانتصارات في المباريات الافتتاحية في تاريخ المونديال. وفي ختام هذه البطولة توج المنتخب الإيطالي باللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخه.
"لا يمكن إيقافنا"
ماذا ينتظرنا مساء اليوم؟ قال لاعب وسط ميدان جنوب أفريقيا سيفيو تشابالالا خلال مقابلة مع احد المواقع: "لا نفكر في التعادل، فنحن نفكر في الفوز بالمباراة ولا أرى ما سيحول دون تحقيقنا لغايتنا". صحيح أن المكسيك تفوقت على بافانا بافانا في النزالين الوحيدين اللذين جمعا البلدين، إلا أن صاحب الأرض والجمهور سيدخل المباراة بعزيمة فولاذية بعد خوضه 13 مباراة دون هزيمة، كما لم يحدث قط أن خسر المنتخب المستضيف مباراته الأولى في المونديال، حيث سجل أصحاب الضيافة 14 فوزا وتعادلين في تاريخ نهائيات أم البطولات. وتابع تشابالالا: "سنكون فريقا صعب المراس، ويجب أن نقدم وجها مشرفا لفريقنا ولبلدنا يوم الجمعة."
ويرى مدرب بافانا بافانا، كارلوس ألبيرتو باريرا، أن كتيبته في كامل استعدادها للنهائيات، حيث قال الداهية البرازيلي: "نحن جاهزون لهذه المهمة، فالناس يرغبون فقط في امتلاك شيء يشعرهم بالفخر. وقد بلغت هذه الرسالة للاعبين وقلت لهم أن المهمة التي تنتظرهم هي أن يجعلوا بلدهم فخورا، وهو مستعدون الآن لذلك." ولم يسبق لأي منتخب مستضيف للمونديال
أن ودع المنافسات بعد دور المجموعات، وسيسعى منتخب بلاد قوس قزح أن يخطو أول خطوة في طريق الانتصارات ويمهد لإنجاز يبهر العالم بأسره.
mahmoud- Admin
- عدد الرسائل : 1806
العمر : 29
العمل/الترفيه : لاعب كرة سلة/صحفى رياضى
الشكر : 20
نقاط : 1020
تاريخ التسجيل : 14/08/2007
نقاط التقيم
النقاط الاساسية:
(1000/1000)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى